الاهتمام ببيئة المنزل هو الخطوة التالية والمهمة بعد تحديد والبدء في طريقة العلاج المناسبة، ولكي نعرف كيف يمكننا أن نساعد طفلنا على تعلم مهارة جديدة، يجب أن نعرف جميع الأشخاص الذين هم جزء من عالمه، الأشقاء، الأجداد، الأصدقاء والعائلة، بالإضافة إلى فهم العلاقة بين القلق والمكافآت والحدود والضوابط، ومفهوم الطفل لذاته وتأثيره على تعلم مهارة جديدة، يساعد الوالدين على فهم احتياجات الطفل لتحقيق أفضل النتائج وتقديم الدعم اللازم والمناسب له
سلوك الطفل المصاب بالتأتأة لا يختلف كثيراً عن سلوك الأشخاص الطبيعيين، كما أنه يمر بمراحل نمو طبيعية مثل الآخرين، مع الفارق أنه عندما يريد التعبير عن نفسه أو رغباته فإنه يواجه مشاكل. عدم الاهتمام كثيراً بهذه المشكلة في البداية، فمعظم حالات فشل النطق يتم حلها بشكل طبيعي ودون أي مشاكل، ويعود الكلام بطلاقة ومعبر مرة أخرى. عندما يتلعثم الطفل ولا يستطيع التواصل بشكل سليم يصاب بالقلق والإحباط، يحاول نطق الكلمات بحركات رأسه ويده، ربما يتخيل أنه إذا رمش فإن انتباه الجمهور ينصرف عن التأتأة وينتهي بتكرار الكلمة أو الحرف ونطق الكلمة، وأخيراً تفقد هذه الطريقة تأثيرها ويلجأ الطفل إلى أسلوب مختلف لتجنب عدم قدرته على الكلام، والتي قد تكون الدوس أو نتف الشعر أو الإضافة إلى المحادثة المرغوبة.
إن الشعور بالإحباط الناتج عن التأتأة قد يظهر نفسه في سلوكيات أخرى لا علاقة لها بالتواصل، فقد يغضب الطفل بسرعة ويظهر إحباطه على شكل سلوكيات عنيفة، تشاجر مع أخيه أو أخته إذا تعرض الطفل للسخرية مجموعة الأصدقاء أو في المدرسة، قد تتفاقم هذه المواقف بشكل مختلف.
ومرة أخرى نؤكد أن الطفل الذي يتلعثم عادة ما يعاني من الخوف والقلق، وطريقة تعامله مع خوفه وقلقه يمكن أن تؤثر على سلوكياته الأخرى في المنزل، فالمواقف التواصلية تظهر مجهوداً بدنياً أكبر
قراءة المزيد
خصائص عدم الثقة بالنفس
يقوم الباحثون بدراسة سلوك الطفل ومدى صحته في السياق الاجتماعي، ومن المثير للاهتمام معرفة أن التأتأة قد تعتبر مرضاً اجتماعياً، وهذا لا يعني أن التأتأة تنتج عن ضعف الاتصالات الاجتماعية أو صداقات غير مناسبة، ولكن يعني أن التأتأة تحدث فقط في البيئات الاجتماعية. الشخص الذي يعاني من التأتأة عادة لا يتلعثم بمفرده، في الواقع هذا السلوك يحدث بحضور شخص أو أكثر وفي حالة تواصل، يمكن أن يساعد طفله على التأقلم معهم، ونوصينا بمساعدة الطفل على التأقلم مع هذه المشكلة. مشاعر السخرية والانتقاد والرفض من قبل الآخرين، فإذا كان الطفل يستطيع التحدث عن مشاعره المعقدة والمزعجة فيجب على الوالدين التحدث:
1.امدحه لمشاركته مشاعره
2..تعاطف معها من خلال التحقق من صحة مشاعره
3.حثه على اتباع سلوك أفضل في مواجهة مشاعر الآخرين المزعج
4.إذا كانوا هم أنفسهم في مواقف عاطفية مماثلة ولكنهم كانوا قادرين على التعامل معها، شاركوها مع أطفالهم.
التواصل مع الطفل وأفراد الأسرة فعال في خلق بيئة مقبولة له، والتأكيد على الإجراءات التي يتم اتخاذها لتحسين التأتأة، فمن غير المناسب معاقبة الطفل على العناد والسلوك غير اللائق، فهو لا يحل السبب الجذري للمشكلة. وقد يسبب له مشاكل أخرى في المستقبل من خلال تراكم القلق والقلق والإحباط
لتعلم أي مهارة فإن الممارسة جزء أساسي وضروري، سواء كانت هذه المهارة طهي نوع من الطعام، أو خياطة فستان، أو تعلم الحركات الرياضية، أو العزف على آلة موسيقية، فكلما خصصنا وقتاً أكبر للممارسة والتكرار، أصبح الأمر أسهل ستكون المهارة المطلوبة تعتاد عليها، بعض الأطفال يعرفون سبب استخدامهم لمهارة جديدة وكيف ستساعدهم، لذلك يستخدمون تلك المهارة أو الأسلوب عندما يشعرون أنهم قد يتلعثمون، لكن الكثير من الأطفال يحتاجون إلى الكثير من الممارسة: يجب أن تعتاد على استخدام المهارة الجديدة. مبادئ التمرين مستمدة من المفاهيم المتعلقة بفرضية التعلم، بعض الإرشادات المفيدة تجعل العمل مع الطفل مرضيا وممتعا، وعادة ما يكون عدم التقدم أو التغيير بسبب عدم اتباع التمرين بشكل صحيح
السؤال الدائم للآباء والأطفال هو كم من الوقت يجب أن نقضيه في التدريب؟ والحقيقة هي أنه كلما زاد الوقت الذي أمضيته في ممارسة المهارة الجديدة، كلما أصبحت عادة بشكل أسرع، وإذا تم تقديم المهارة الجديدة بطريقة إيجابية ومرضية طوال ساعات الاستيقاظ، فسوف تصبح عادة بشكل أسرع مما لو مورست بشكل غير منتظم. في أوقات مختلفة، وهذا العمل يشبه تعلم لغة أجنبية، فإذا سافر الشخص إلى البلد المرغوب وقضى الوقت كله في تلك البيئة، فإنه سيتعلم لغتها بشكل أسرع
إذا تم تخصيص بضع دقائق فقط في اليوم للتدريب فلا يجب أن نتوقع حدوث تغيير، بل يجب أن يكون التخطيط بحيث يتم التدريب على مدار اليوم وفي فترات زمنية قصيرة، بعض التمارين التي تستغرق كل منها عشر دقائق مقسمة بين الإفطار ومواعيد النوم أكثر فائدة بكثير، فهي جلسة طويلة، فإذا تم تقسيم وقت التدريب على اليوم يدرك الطفل أن هذه المهارة ليست خاصة بوقت أو موقف معين، بل تستخدم في كل الأوقات وفي جميع المواقف. .
نظرًا لمحدودية دقة الطفل وانتباهه، تكون الجلسات القصيرة أكثر فائدة. ويمكن أن تكون التمارين قصيرة ومتنوعة. وفي هذه الحالة، يمكن للوالدين الذين يتعين عليهم التركيز على مهارات جديدة تركيز انتباههم بسهولة أكبر على التدريب في جلسات قصيرة. والتي يتم إنفاقها كل يوم للتدريب له تأثير مباشر على التعلم، بشكل عام كلما زادت مدة التدريب كلما سار منحنى التعلم بشكل أسرع، لا تحتاج إلى مكان محدد للتدريب، ويمكن القيام به في أي مكان، التدرب أثناء الطهي. تتيح وظيفة القيادة مزيدًا من المرونة التي قد يكون من المستحيل على العديد من الآباء العثور على الوقت والمكان المناسبين. يمكن إجراء الممارسة أثناء التنقل عندما تكون بالخارج للتسوق وتنفيذ المهمات. الفرص قصيرة ولكنها ذات قيمة للتمرين. يمكن دمج أوقات التدريب في الأنشطة اليومية القصيرة، ويمكن أن تكون فترات الراحة القصيرة بين ألعاب الفيديو أو الكمبيوتر فرصة جيدة لممارسة بعض الجمل أو الإجابة على أسئلة حول مهارة جديدة.
أثناء مشاهدة التلفاز وأثناء الإعلانات التجارية، فهي فرصة جيدة لخفض صوت التلفاز ومطالبة الطفل بتلخيص ما شاهده في بضع جمل أو الإجابة على بعض الأسئلة في مجالات أخرى، وهذا النوع من التمارين يساعد على ليكتشف الطفل كيفية ارتباط كلامه بالأنشطة اليومية وكيف يمكنه استخدام مهاراته الجديدة للحديث عن موضوعاته المفضلة مثل ألعاب الكمبيوتر الممتعة، حيث لا يوفر التسجيل فيه يوميًا صورة لاستمرارية الممارسة المنتظمة فحسب، بل ينبه الوالدين أيضًا إلى فرص ضائعة.
عندما يخطط الأهل لرحلة ما، يعتقدون أن عليهم أخذ استراحة من الممارسة، والحقيقة أن الممارسة ليست إجازة، فالسفر فرصة عظيمة للطفل لتعلم مهارات جديدة فيما يتعلق بالأشخاص والأماكن والمواقف مع إشراف ومساعدة الوالدين، إذا استطعت تحويل الممارسة إلى لعبة، ستقضي على القلق لدى الطفل وتجعل التواصل في الحياة الواقعية ممتعاً، وكما قلنا سابقاً المكافآت والثناء تسرّع التعلم وتزيد معدلات النجاح، باختصار التدريب يجب أن يكون مستمراً. ومتنوعة وممتعة ومرضية.
انتبه لهذه التحذيرات حول الممارسة، فإذا كان الطفل يواجه صعوبة في استخدام المهارة والمهمة الجديدة أثناء جلسات التدريب، فمن الأفضل تجنب الاستمرار فيها منعا للإحباط، وفي هذه الحالة اختر ممارسة أبسط سبق للطفل أن مارسها تم النجاح في القيام بها، ويجب على الوالدين إبلاغ المعالج بصعوبة المهام في أسرع وقت ممكن حتى يتمكن من إجراء تغييرات في المهام أو مساعدة الوالدين والطفل بتوجيه أفضل في القيام بها، وفي بعض الأحيان يكون ذلك ضروريًا قبل البدء في القيام بذلك. التمارين في المنزل، سيقوم معالج خبير بشرح التمارين للوالدين، والتي سيقوم بها خبراء التدريب لدينا في الدورات التدريبية لمركز تمكين العقل
التوتر النفسي والقلق يزيدان من التأتأة عند الأطفال، ومن أفضل الطرق لتقليل القلق والتوتر هي التمارين البدنية. جيل اليوم الذي يهتم بنمو الأطفال، يستثمر في التمارين البدنية ويولي اهتمامًا خاصًا بأسلوب حياتهم وتربيتهم، ولكن بعد ذلك يتم نسيان هذه الحاجة عند الأطفال الأكبر سنًا، لأنه تم إثبات تأثير التمارين الرياضية والتدريب في تقليل القلق، فعليك أن تفكر عن الوقت المناسب لممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وخاصةً للأطفال الذين يعانون من التأتأة. ممارسة الرياضة وممارسة الرياضة مفيدة للجسم من عدة جوانب، ومن فوائدها للإنسان الذي يتعرض للضغط أنها تحسن حالته النفسية وتشعره بالتحسن، ولعل سبب هذا التحسن النفسي هو إنتاج مادة البيتا إندورفين. أو المواد الكيميائية في الدماغ مما يجعل الإنسان هادئاً وسعيداً وأكثر راحة.
عادة ما يذكر الأهل أن طفلهم نشيط للغاية ويبدو أنه ليس هناك حاجة لبرنامج رياضي رسمي لأن الطفل عادة يطلق طاقته من خلال القفز، التركيز، ورغم هذه القوة والطاقة التي يتمتع بها الطفل يجب فحصها، كما يجب فحص التمارين الهوائية مثل الجري، يعتبر المشي أو التمارين التي تزيد من معدل ضربات القلب في فترة زمنية محدودة من العوامل التي تقلل من القلق، وعلى الرغم من أن الأطفال قد يبدون نشيطين للغاية، إلا أنهم لا يمارسون هذا النوع من التمارين. أولاً يجب على الأهل استشارة طبيب الطفل وتحديد التمارين المناسبة له، كما يمكنهم مشاركة رأي الطبيب مع أخصائي علاج النطق ومعرفة ما إذا كان هذا التمرين مفيداً في تقليل الضغط النفسي لدى طفلهم، فكثير من الأطفال لا يتمكنون من إكمال البرنامج. لا تحتاج مهارات التحدث إلى برنامج رياضي رسمي ومنتظم، ولكن ينصح الآباء بتجربة هذه الطريقة وتقييم تأثيرها على تطور الكلام لدى طفلهم
قدثبت التأثير الإيجابي للراحة وإرخاء العضلات على التأتأة، فبالإضافة إلى تقليل الضغط النفسي أثناء فترة تعلم مهارات جديدة وتمارين بدنية، فإنه من الضروري في بعض الأحيان تخفيف التوتر العام لدى الطفل، فهو لا يظهر نفسه السيطرة على التأتأة قد تقضي على القلق نفسه، فالأطفال الأكبر سناً يصابون بالقلق قبل مواجهة المواقف التي تتطلب التحدث، ويزداد هذا القلق أثناء التحدث، وفي هذه الحالات سيكون تعلم السيطرة على القلق وتقليل التوتر مفيداً.
الخطوة الأولى في تقليل القلق هي معرفة العوامل المسببة له. سواء كان الشخص يعاني من التأتأة أم لا، فإنه يتحدث دائمًا بشكل أفضل وأسهل بعد الراحة، كما أن ارتعاش الصوت وعصبية الشخص الذي سيخاطب مجموعة كبيرة يدل على قلقه من الكلام.
وأظهر الباحثون أن مقدار انقباض عضلات الجسم كله يؤثر دائماً على بيئة الحنجرة، وهي المكان الرئيسي لانقباض العضلات بالنسبة للتأتأة، فعندما يكون التوتر في الجسم كله مرتفعاً، تضعف الحبال الصوتية وعضلات الحنجرة. يتعرضون أيضًا لزيادة التوتر والانقباض، على الرغم من أن الأشخاص العاديين أيضًا يصابون ببعض القلق عند التحدث أمام الجمهور، إلا أن القلق المفرط له تأثير سلبي، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من التأتأة. هناك طرق مختلفة لتقليل الضغط النفسي عند الأطفال، بداية يجب أن نتأكد من حصول الطفل على قسط كافٍ من الراحة، ويجب أن ينام الطفل قسطاً كافياً في الليل لأن قلة النوم من المعروف أنها أحد العوامل التي تسبب القلق. نظام وعادات معينة للنوم، الذهاب إلى الحمام، مشاهدة التلفاز، قراءة كتاب... له تأثير فعال في السيطرة على القلق لدى الطفل والقضاء عليه إلى حد ما. كن حذرًا عندما يكون أفراد الأسرة معًا ويتناولون الطعام، ولا تجعل الحديث يصبح تنافسيًا، فإذا كان الأشقاء الآخرون على دراية بالقواعد ويتحدثون في هذه المواقف، فإن عدم التنافس على جذب انتباه الكبار سيهدئ الطفل إلى حد ما. يكون
قراءة المزيد
الغضب عند المراهقین
يصعب على القاصرين تطوير مهارة استرخاء العضلات، وفي هذه الحالة الأفضل أن يعرف الوالدان كيفية تخفيف التوتر في المنزل ومساعدة الطفل على التحدث بطلاقة، أما في حالة الأطفال الأكبر سناً فإن ويحاول المعالج توجيههم، ومساعدة الطفل على أداء تمارين الاسترخاء، كما يمكن للوالدين القيام ببعض التمارين مع طفلهما في المنزل.
طريقة أخرى تستخدم للتعامل مع القلق هي إزالة التحسس، في هذه الطريقة يتم وضع الطفل في مواقف تزيد من مستوى التوتر تدريجياً، فمثلاً، في البداية يستخدم الطفل مهارة جديدة في وجود أشخاص من يعرف عن نفسه التدريب، مثل المعالجين وأولياء الأمور. وشيئا فشيئا يتم استخدام هذه المهارة بحضور صديق، ثم عدد قليل من الأصدقاء، ثم أمام المعلم، ثم في الفصل الدراسي، وبهذه الطريقة، مع تمارين أسهل والتعزيز الإيجابي، يتم مساعدة الطفل على التدريج. التعامل مع المواقف والمواقف الأكثر صعوبة، وجعل الأمر مرهقاً، وبالطبع أثناء الحديث يجب الحفاظ على هدوء الطفل إلى حد معين حتى يكون ناجحاً. وبشكل عام فإن مراقبة النظام الغذائي للطفل ووضع حدود وضوابط للأنشطة المنزلية والعمل مع معالج لتعلم مهارات الراحة الذاتية هي خطوات إيجابية تساعد على تقليل القلق والكلام دون تأتأة لدى الطفل، مع فهم أهمية الراحة والهدوء. الاهتمام بالنفس مهم جداً وقيم بالنسبة للطفل، لأنه في هذه الحالة تزداد إمكانية استخدام تقنياته عندما يكون بعيداً عن توجيهات الأشخاص المحيطين به والمدرسة